قصة أصحاب الأخدودج١ برنامج القصص الحق مع فضيلة الشيخ أحمد الصباغ

برنامج : برنامج القصص الحق | فضيلة الشيخ أحمد الصباغ

تقديم :

  • عدد الزيارات: 1
  • تاريخ النشر: 2020-12-01

قصة أصحاب الأخدودج١ برنامج القصص الحق مع فضيلة الشيخ أحمد الصباغ

قصة أصحاب الأخدودج١ برنامج القصص الحق مع فضيلة الشيخ أحمد الصباغ

سُميت قصة أصحاب الأخدود بهذا الاسم نسبة إلى الأخدود الذي أشعل فيه النار وألقي فيه المؤمنون بالدين الجديد، ومعنى أخدود (الجمع أخاديدُ وخُدَد): شَقٌّ مستطيل غائر في الأرض، أو فتحة عميقة أو حُفرة في الأرض وخاصَّة فوق سطح الأرض كما يقال: خلّفت السيولُ أخدودًا كبير[1]، ذكرت بعض المصادر أن مرتكب هذه المحرقة هو يوسف بن شراحيل وكانت في نجران[2]، إلى جانب ارتكابه عدد من الجرائم الأخرى بحق المسيحيين في المخا وظفار يريم وأجزاء من مأرب وحضرموت.

يشير ابن إسحاق وأبو صالح عن ابن عباس في السيرة أن قوم الأخدود هم نصارى نجران. وقال الضحاك أنّ اصحاب الاخدود هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري، وكانوا نيفًا وثمانين رجلا، وحفر لهم أخدودًا وأحرقهم فيه، وقال الكلبي أن أصحاب الأخدود هم نصارى نجران، أخذوا بها قومًا مؤمنين، فخدوا لهم سبعة أخاديد، طول كل أخدود أربعون ذراعًا، وعرضه اثنا عشر ذراعًا.[3]

في ذات السياق[4] شكك عالم الآثار والباحث الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري أن حادثة الأخدود لم تحدث في نجران، موضحاً إن بعض الكتب والروايات المعاصرة تربط بين الملك الحميري يوسف أسأر يثأر (517 ــ 527م) والشخصية الأسطورية المعروفة في المصادر العربية باسم (ذي نواس) وبين قصة محرقة نجران وبين حادثة الأخدود التي وردت في القرآن الكريم، وتفترض هذه الروايات أن الملك يوسف أسأر هو ذي النواس وأنه أحرق نصارى في نجران، بالرغم أن نقوش المسند اليمنية العائدة للملك يوسف أسار لم تدل على أنه أحرق النصارى في نجران.[5]

اعتقد محمد بن إسحاق أنهم كانوا بعد مبعث المسيح، وخالفه غيره فزعموا أنهم كانوا قبله.[6]

قصة أصحاب الأخدود في الاسلام[عدل]

تعد قصة أصحاب الأخدود أحد أشهر القصص في الإسلام، كونها وردت في القرآن والسنة على حد سواء، وتعد مصدر إلهام للمسلمين خاصة في عصر الاضطهاد (البلاء والفتنة في التعبير الإسلامي).

في القرآن[عدل]

ذكرت سورة البروج قصة أصحاب الأخدود ذكرًا مبسطًا، حيث أثبتت السورة أنهم تم حرقهم في الأخدود، لأنهم آمنوا بالله، كما وصفت السورة الملك وأعوانه كشهود على هذه المحرقة، مبينًا أن دافع الانتقام من هؤلاء المؤمنين هو فقط مجرد الإيمان بالله، وأنهت السورة أحداث القصة بفتح باب التوبة لمن قاموا بهذه المحرقة، مع التوعد بالانتقام ممن لم يتب منهم عن طريق إحراقه في الآخرة بنار الحريق.

في الأحاديث النبوية[عدل]

روي عن صهيب الرومي رضي الله عنه في صحيح مسلم:

قصة أصحاب الأخدود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان ملكٌ فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إليَّ غلامًا أعلمه السحر. فبعث إليه غلامًا يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.

فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم آلساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها، فقتلها ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، فإن ابتُليت فلا تدُلَّ عليَّ.

وكان الغلام يُبرِئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس الملك وكان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ها هنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله تعالى, فإن آمنتَ بالله تعالى، دعوتُ الله فشفاك. فآمن بالله تعالى، فشفاه الله تعالى.

فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من ردَّ عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟! قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذِّبه حتى دلَّ على الغلام. فقال له الملك: أي بُنَيَّ، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله تعالى. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مَفْرِق رأسه فشقه حتى وقع شِقَّاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه.

ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى، فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه، وإلاَّ فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.

فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قُلْ: باسم الله رب الغلام. ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.

فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه، ثم أخذ سهمًا من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام. ثم رماه، فوقع السهم في صُدْغه، فوضع يده في صدغه، فمات.

فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.

فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرُك قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخُدَّت وأُضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه، اصبري فإنك على الحق